{وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاء ٱلأرْضِ أَءلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ [النمل:62]
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأفاضل أخواتي الفاضلات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد "
إن الله سبحانه وتعالى يعلم أنك مسحور ويعلم أنكي مسحورة – ويعلم أنك ممسوس ويعلم أنكي ممسوسة – ويعلم أنك معيون ويعلم أنكي معيونة ---- ولا يخفى عليه سبحانه وتعالى أي شئ في الأرض ولا في السماء – وأعلموا أن الله سبحانه وتعالى يعلم أنك تبحث عن العلاج – ويعلم الله سبحانه وتعالى أنك تذهب للرقاه وتأخذ بالأسباب ويعلم الله سبحانه وتعالى من عصاه أنه ذهب للساحر ليفك ما به من أذى --- ويعلم الله سبحانه وتعالى أن تبذل قصارى جهدك لتبعد الأذى عن نفسك بأي وسيلة – ويعلم الله أنك لا تستطيع أن تصلي بسبب المرض الروحي ويعلم الله سبحانه وتعالى أين تذهب وما هو الذي يحيك في نفسك – ويعلم الله سبحانه وتعالى متى يذهب مرضك – ويعلم الله سبحانه وتعالى متى يقدر لك الراقي ليعالجك – ويعلم الله سبحانه وتعالى سبب مرضك --- ويعلم الله سبحانه وتعالى ماذا سيحدث في الغد وفي المستقبل – ويعلم الله سبحانه وتعالى مدى تضررك أنت وأهلك من هذا المرض ويعلم الله سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى أنك مهموم ومكروب --- والله سبحانه وتعالى يملك شفاء مرضك بأن يقول كن فيكون – والله سبحانه وتعالى قادر على إهلاك عدوك في أقل من لحظة ---
فأنت
تسأل الناس وإن كان لك حاجة ذهبت لتقضيها عندهم --- وتذهب للراقي لعلاجك بإذن الله تعالى --- وتطرق جميع السبل لكي تفك أذاك --- فمن الناس من يعطيك سؤلك – ومنهم من يردك --- ومنهم من لا يستطيع أن يقضي لك حاجة --- وقد تتصل على من تريده وجواله مغلق ---- وقد تذهب له لمنزله ---- وتجد أنه غير موجود – وقد تقابله ولكن فاقد الشئ لا يعطيه ----
فلماذا
لا تتطرق باب الذي يسمعك حين تتكلم ---- ويعرف مكانك وزمانك ---- ويعرف اسمك ويعرف أمك وأبوك وقبيلتك وعشيرتك --- وهو الذي خلقك وأخرجك من بطنك امك وأنت لا تعلم شيئاً فعلمك وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة --- وهويعلم أنك مريض ---- ---- وهو خالق الجآن الذي تسبب في أذاك ------ وهو الذي أبطل سحر سحرة فرعون – وهو الذي شفى المرضى الذين كانوا يعانون من السحر ومن المس ومن العين ---- وهو الذي نجى أيوب من المرض – وهو الذي هزم الأحزاب وحده – وهو الذي نصرالمسلمين --- وهو الذي نصر النبي صلى الله عليه وسلم وفتح له مكة --- وهو الذي تستشفى بكلامه ( القرآن) --- وهو الذي يملك الشفاء لا أحد بعده ولا أحد قبله --- وهو الحي الذي لا يموت --- والإنس والجن يموتون --- - وهو مالك الملك خالق كل شئ – هو الملك صاحب السماء والأرض – هو الملك الذي يملك كل شئ --- ليس كملوك الدنيا لا تدخل عليهم إلا بالعناء ولربما مت ومات أولادك ولم تستطيع أن تدخل عليه وتوصل إليه كلمة تريدها ---- لماذا لا تطرق بابه --- أهو ضعف منك --- أو أنك ناسي --- الله المستعان ---- هو الذي يملك الشفاء ويعرفك ---- لماذا لا تكلمه --- لماذا لا تشتكي إليه --- لماذا لا تبكي له ----- لماذا لا تنطرح بين يديه ----- لماذا لا تقول ربي أكشف عني يا ملك ---- لماذا لا تشتغيث به ----- لماذا لا تقول يا ربي إني بي أذى يا رب أكشفه ------ لماذا لا تدعوه --- لماذا لماذا ؟!!
قف معي في هذا
من آداب الدعاء وأسباب الإجابة
1- الإخلاص لله.
2- أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك.
3- حضور القلب في الدعاء.
4- الدعاء في الرخاء والشدة.
5- لا يسأل إِلا الله وحده.
6- الاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها.
7- عدم تكلف السجع في الدعاء.
8- الدعاء ثلاثاً.
9- استقبال القبلة.
10- الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.
11- الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
12- رفع الأيدي في الدعاء.
13- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
14- ردُّ المظالم مع التوبة.
15- عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.
16- خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر.
17- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
18- الابتعاد عن جميع المعاصي.
19- أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلالٍ.
20- لا يدعو بإِثمٍ أو قطيعة رحمٍ.
21- أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره. (قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بدأ بنفسه بالدعاء وثبت أيضاً أنه لم يبدأ بنفسه ،كدعائه لأنس، وابن عباس، وأم إسماعيل، وغيرهم).
22- بأن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى،أو بعملٍ صالحٍ قام به الداعي نفسه، أو بدعاء رجلٍ صالحٍ حيٍّ حاضر له.
23- الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.
24- أن لا يعتدي في الدعاء